مع المعلمين (صفحة 145)

التربية بالعقوبة

ب - التربية بالعقوبة: والمراد بالعقوبة ههنا معناها الشامل، لا كما يُظن أنها مقتصرة على العقاب البدني؛ فمن العقوبة أن يُعَرَّض بالطالب، ومنها إظهار السخط عليه، ومنها قطع المديح عنه، ومنها عتابه وتوبيخه، ومنها العقاب البدني إذا أتى ما يوجبه، على أن يكون عقابًا يؤلمه ولا يضره، وعلى ألا يكون ناتجًا عن سورة جهل أو ثورة غضب.

ومما يحسن في هذا أن يراعى التدرج بالعقوبة.

وإصلاح الأخطاء عن طريق التربية بالعقوبة والتدرجُ في ذلك كان معروفًا عند السلف وقد أشار إلى ذلك بعض من تكلموا على آداب العالم والمتعلم.

قال الغزالي: أن يزجر المتعلم بطريق التعريض ما أمكن، ولا يصرح، وبطريق الرحمة لا بطريق التوبيخ. (?)

وقال ابن جماعة: ويوقفه مع ذلك على ما صدر منه بنصح وتلطف، لا بتعنيف وتعسف؛ قاصدًا بذلك حسن تربيته، وتحسين خلقه، وصلاح شأنه.

فإن عرف لذكائه بالإشارة فلا حاجة إلى صريح العبارة، وإن لم يفهم إلا بصريحها أتى بها، وراعى التدريج بالتلطف. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015