مع المعلمين (صفحة 140)

مراعاة التوازن في المديح والإطراء

د - مراعاة التوازن في المديح والإطراء: لأن من الطلاب من يزيده المديح إقبالًا وجدًَّا، ومنهم من يبعث فيه المديح تعاليًا وغرورًا وتيهًا، وهذا راجع لحكمة المعلم ومعرفته بطبائع النفوس.

قال الشيخ الإبراهيمي في وصاياه للمعلمين: هناك حدود مشتركة بين الضار والنافع في أعمالكم، فتبينوها، ثم اعملوا على قَدْرها، ولا تجاوزا حدًَّا إلى حد، فتضروا من حيث قصدتم النفع؛ فمدح المجتهد من تلامذتكم مُذكٍ للنشاط كما هو مدعاة للغرور.

والفصل بينهما رهينُ لفظة مدح مقدرة أو مبالغٍ فيها منكم.

ولأنْ تخمدوا نشاطًا خيرٌ من أن تشعلوا غرورًا في نفس التلميذ؛ إن النشاط قد يعاود، ولكن الغرور لا يزايل، وإن الغرور لأعضل داء في عصركم، وإن صنفكم لأكثر الأصناف قابلية لهذا الداء؛ لما فيه من إيهام بالكمال في موضع النقص، وتمويه للتخلف بالتقدم، وتغطية للسيئ بالحسن، وهذه مَحَسَّات الغرور في نفوس المغرورين.

والغرائز ضارية، والتجارب فضَّاحةٌ، والصراع بينهما كان وما زال ولا يزال؛ فاحذروا الزلة في هذا المزلق، وحذِّروا تلامذتكم منها بالقول والعمل. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015