فمما ينبغي للمعلم أن يتصف به، ومما يدل على نجاحه في أداء مهمته -أن يكون حازمًا جادًا؛ لأن في الحزم ضبطًا للطلاب، وكبحًا لما عندهم من جماح، كما أن فيه حفظًا للوقت، وإبقاءً لهيبة المعلم والعلم.
ومما يعين المعلم على الحزم أن يكون حازمًا مع نفسه.
ومن حزمه مع نفسه أن يعد الدرس جيدًا، وأن يلقيه كما ينبغي.
فإذا أعد الدرس جيدًا، وألَمَّ بكل شاردة وواردة فيه -كان من أثر ذلك عليه وثوقُ الطلاب بما يقول، وظهور التجديد فيما يعمل، وتنويع الدرس على ما يحب.
وإذا ألقى الدرس كما ينبغي -كأن يربطه بالدروس السابقة، ويسيرَ فيه خطوةً خطوة، ثم يلخصه بطريقة الأسئلة -ملأ الوقت على الطلاب، فلم يَعُدْ فيه فراغٌ لعبث عابث، ولا تجني سفيه.
وإذا حرك أذهانهم بالتشويق، والتطبيق، والسؤال -لم يصبهم سأم ولا ضيق.
ومن هنا يُشغل المعلمُ طلابَه عن أنفسهم وعن نفسه، فلا يفرغون لاصطياد نكتة، ولا لالتماس غميزة؛ إذ ليس أعون للمعلم على حفظ نظام الفصل من ملء الوقت بالمفيد الممتع، ولا أضمن لجودة شرحه، وحسن استماع التلاميذ من فهم الموضوع وجودة إلقائه.