مع المعلمين (صفحة 105)

34 - لا تكثر العتاب والانتقاد:

فلا يحسن بالمعلم أن يكون كثير العتاب، مبالغًا في تقريع الطلاب، خصوصًا عند الأخطاء اليسيرة أو غير المقصودة؛ لأن الناس يكرهون من يؤنب في غير مواطن التأنيب، وينفرون ممن يبالغ في التوبيخ دون تروٍّ وتؤدة؛ فلربما استبان له بعدُ أن ثمة اجتهادًا صحيحًا، أو أنه مخطئ في عتابه وتأنيبه.

ثم إن كثرة التأنيب قد تحرج الطالب، وربما أصيب بخيبة أمل، وفقدٍ للثقة بنفسه، وربما قاده ذلك إلى ترك الدراسة إلى غير رجعة.

فعلى المعلم أن يعتدل في توبيخه وعتابه، وألا يوبخ إلا عند الحاجة لذلك.

كذلك يحسن بالمعلم ألا يكون كثير الانتقاد، لا ينظر إلا الأخطاء وحدها، دونما نظر إلى الصواب؛ فمن المعلمين من إذا أخطأ زميله أو مسئولة في تصرف ما، أو في علاج مشكلة معينة -أكثر من انتقاده وذمه.

وهذا لا يحسن بالمعلم، بل اللائق به أن يلتمس العذر لإخوانه، وأن يضع نفسه موضعهم؛ فماذا سيصنع لو وقع فيما وقعوا فيه؟

ولا يعني ذلك ألا يبدي الملاحظات، أو أن يسعى في إصلاح الأخطاء.

وإنما يعني أن يكون ذا نظرة متوازنة، وأن يكون واقعيًا في علاجه، ونظرته للآخرين، وأن يكون منصفًا؛ فما أجمل الإنصاف!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015