فإن كان ذلك عندك مذمومًا فَحقِّقْ ذمك إياه بترك معارضته.
فأما أن تذمه، وتمتثله فليس في ذلك سداد. (?)
وقال: غير أني قد علمت موطنا واحدا إن قدرت أن تتقبل فيه الجد بالهزل أصبت الرأي، وظهرت على الأقران.
وذلك أن يتوردك (?) مَتَوَرَّدٌ بالسفه والغضب، وسوء اللفظ - تجيبه إجابة الهازل المداعب برحب (?) الذرع، وطلاقة من الوجه، وثبات من المنطق. (?)
ولا يعني ذلك أن تدع الطالب دون علاج أو عقوبة، وإنما تحرص على ألا يتسفه عليك أمام الطلاب.
وإلا فإنه يعالج ويعاقب، إما بالمناصحة الفردية، وإما باستدعائه خارج الفصل، وإما بالتفاهم في شأنه مع الإدارة أو المشرفين، وإما مع ولي أمره، أو ماشاكل ذلك من أنواع العلاج.
بل لقد تقتضي الحكمة أن تجازيه في الفصل أمام زملائه إن ظننت أن ذلك سيردعه، ولم تخش مفسدة كبرى تحصل من جراء ذلك.
قال الخطابي: أنشدني ابن مالك، قال: أنشدني الدغولي في سياسة العامة:
إذا أمن الجهالُ جهلَك مرة ... فعِرضك للجهال غُنْمٌ من الغُنم
وإن أنت نازيت السفيه إذا نزا ... فأنت سفيهٌ مثله غيرُ ذي حِلم
ولا تتعرضْ للسفيه ودارِه ... بمنزلة بين العداوة والسِّلم
فيخشاك تاراتٍ ويرجوك مرةً ... وتأخذ فيما بين ذلك بالحزم