فَقَالَ تَعَالَى {يَوْم تَأتي كل نفس تجَادل عَن نَفسهَا} إِلَى قَوْله تَعَالَى {وهم لَا يظْلمُونَ} لقد تعديت طورك وعلوت فِي منزلتك وَإِنَّمَا الْبَيَان بِعِبَارَة اللِّسَان وبالنطق يستبين الْحق من الْبَاطِل وَلَا بُد فِي الْخِصَام من إفصاح الْكَلَام وَقَامَ وَانْصَرف فبهت القَاضِي وَلم يحر جَوَابا وَكَانَ فِي الدولة صَدرا من أعيانها وناسق دُرَر تبيانها نفق فِي سوقها وصنف وقرط محاسنها وشنف وَله الْكتاب الرَّائِق الْمُسَمّى بالحدائق وأدركه فِي الدولة سعي ورفض لَهُ فِيهَا الرَّعْي واعتقله الْخَلِيفَة وأوثقه فِي مَكَان أَخِيه فَلم يُومِض لَهُ عَفْو وَلم يشب كدر حَالَة صفو حَتَّى قضى معتقلا ونعى للنائبات نعيا مثكلا وَله فِي السجْن أشعار كَثِيرَة وأقوال مبدعات منيرة فَمن ذَلِك مَا أنْشدهُ أَبُو مُحَمَّد بن حزم يصف خيالا طرقه بَعْدَمَا