ولواهم وَكَانَ كثير التَّحَوُّل عَظِيم التجول لَا يسْتَقرّ فِي بلد وَلَا يستظهر على حرمانه بجلد فقذفته النَّوَى وطردته عَن كل ثوا ثمَّ اسْتَقر آخر عمره بأغمات وَبهَا مَاتَ وَكَانَ لَهُ شعر بديع يصونه أبدا وَلَا يمد بِهِ يدا أَخْبرنِي من دخل عَلَيْهِ بالمرية فَرَآهُ فِي غَايَة إملاق وَفِي ثِيَاب أَخْلَاق وَقد توارى فِي منزله توارى المذنب وَقعد عَن النَّاس قعُود مجتنب فَلَمَّا علم مَا هُوَ فِيهِ وَعلم ترفعه عَمَّن يجتديه عاتيه فِي ذَلِك الاعتزال وَآخذه حَتَّى استنزله بفيض الاستنزال وَقَالَ لَهُ هلا كتبت إِلَى المعتصم فَمَا فِي ذَلِك مَا يصم فَكتب إِلَيْهِ

(إِلَيْك أَبَا يحيى مددت يَد المنى ... وقدما غَدَتْ عَن جود غَيْرك تقبض)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015