وَوَلَاء الولايات الشَّرِيفَة وبواه الْمَرَاتِب المنيفة فَلَمَّا أقفرت حمص من ملكهم وخلت وألقتهم مِنْهَا وتخلت رَحل بِهِ إِلَى الْمشرق وَحل فِيهِ مَحل الْخَائِف الْفرق فجال فِي أكنافه وأجال قداح الرَّجَاء فِي اسْتِقْبَال الْعِزّ واستئنافه فَلم يسْتَردّ ذَاهِبًا وَلم يجد كمعتمد باذلا لَهُ وواهبا فَعَاد إِلَى الرِّوَايَة وَالسَّمَاع وَمَا اسْتَفَادَ من آمال تِلْكَ الأطماع وَأَبُو بكر إِذْ ذَاك فِي ثرى الذكاء قضيب مَا دوح وَفِي روض الشَّبَاب زهر مَا صوح فألزمه مجَالِس الْعلم رائحا وغاديا ولازمه سائقا إِلَيْهَا وحاديا حَتَّى اسْتَقَرَّتْ بِهِ مجالسه واطردت لَهُ مقايسه فجد فِي طلبه واستجد بِهِ أَبوهُ متمزق أربه فأدركه حمامة ووارته هُنَاكَ رجامه وَبَقِي أَبُو بكر متفردا وللطاب متجردا حَتَّى أصبح فِي الْعلم وحيدا وَلم تَجِد عَنهُ رياسته محيدا فكر إِلَى الأندلس فَحلهَا والنفوس إلية متطلعة ولأنبائه متسمعة فناهيك من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015