(الْفَقِيه أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْخُشَنِي)

كَانَ فصيح اللِّسَان جزيل الْبَيَان وَكَانَ أنوفا منقبضا عَن السُّلْطَان لم يتشبث بدنيا وَلم ينْكث لَهُ مبرم عليا دَعَاهُ الْأَمِير مُحَمَّد إِلَى الْقَضَاء فَلم يجب وَلم يظْهر رَجَاءَهُ المحتجب وَقَالَ أَبيت عَن أَمَانَة هَذِه الدّيانَة كَمَا أَبَت السَّمَوَات وَالْأَرْض عَن حمل الْأَمَانَة إباية إشفاق لَا إباية عصيان ونفاق وَكَانَ الْأَمِير قد أَمر الوزراء بإجباره أَو حمل السَّيْف إِن تَمَادى على تأبيه وإصراره فَلَمَّا بلغه قَوْله هَذَا أَعْفَاهُ وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ علم النّسَب واللغة وَالْأَدب وَرِوَايَة الحَدِيث وَكَانَ مَأْمُونا ثِقَة وَكَانَت الْقُلُوب بعلى محبته متفقة وَله رحْلَة دخل فِيهَا الْعرَاق ثمَّ عَاد إِلَى هَذِه الْآفَاق وعندما اطمأنت دَاره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015