وتقع هذِه النسخة في مجلدين كبيرين من الحجم المتوسط، يشتمل المجلد الأول منها على 246 لوحة، أي حوالي 492 صفحة، تحتوي الصفحة على حوالي 25 سطرًا على التقريب.
جاء في الصفحة الأولى اليمنى من اللوحة الأولى من المجلد الأول بخط مغاير لخط النسخة ما نصه: (فائدة: قال الشيخ رحمه الله: للقاضي عياض رحمه الله كتاب "مشارق الأنوار" اشتمل على شرح ما أشكل من الموطأ والبخاري ومسلم ومات قبل تبييضه [فأخذه] من ولده الإمامُ أبو إسحاق ابن قرقول وهو رفيق أبي القاسم السهيلي صاحب "الروض"، وكلاهما ممن أخذ عن القاضي عياض، وجزَّأَ منه ما أمكنه نقله لصعوبة النسخة، ثم نقل الناسخ من كتابه ذلك وسمي "مطالع الأنوار" وتكلم فيه بسبب ذلك، لكن قال الإِمام أبو جعفر ابن الزبير: إنه لم يصل إلينا أنه نسبه لنفسه من وجه يعتمد فالله أعلم كيف طرأ عليه ذلك. وتعقب ابن الزبير في كونه لم ينسب الكتاب لنفسه بما لبسطه غير هذا المحل، والظاهر صحة ما قاله ابن الزبير في طروء النسبة؛ لكون أبي إسحاق كان مع حفظه وتقدمه في الفنون محمود السيرة بكل مكان متين الدين معروفًا بإجابة الدعوة، حتى أنه دعا على شخص آذاه فتجذم، ومن يكون بهذِه الأوصاف يبعد أن يرتكب مثل هذا، وبالجملة فقد كانت وفاته في شعبان سنة 569 بعد شيخه القاضي عياض بأكثر من خمس وعشرين عامًا؛ فإن القاضي مات في جمادى الآخرة سنة 544. انتهى والله أعلم.
وكتبه أفقر عباد الله وأحقرهم حزبا وأعظمهم جرمًا، وأقلهم حزمًا: محمَّد بن أبي بكر السخاوي الشافعي خطيب المدرسة الباسطية بالقاهرة، عفا الله عنهم برحمته آمين).