كله بمعنى الملازمة والاعتكاف على العبادة والخير، والجوار (?): الاعتكاف هاهنا، والجوار في خبر أبي بكر - رضي الله عنه - (?) وغيره، هو: الذمام والعهد والتأمين، بضم الجيم وكسرها، ومنه: {وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ} [الأنفال: 48] أي مجير مُؤَمِّن، ومنه يقال: لكل واحد من المجير والمستجير: جار، ومنه قول أم هانئ: "أَجَرْتُهُ"، وقوله - صلى الله عليه وسلم - لها: " قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ" (?).

قوله: "وَغَيْظُ جَارَيهَا" (?)، وقول عمر - رضي الله عنه -: "أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأ مِنْكِ" (?) يعني: الضَّرة لمجاورتها الأخرى، وسميت ضرة لما في اشتراكهما من الضرر فعدلوا عن الضرة إلى الجارة، وسميت الزوجة أيضًا جارة من الجوار الذي هو دنو المسكن، ومنه: "لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتهَا" (?) هو من دنو المسكن، ومنه: "الْوَصَاةِ بالْجَارِ" (?)، وقد يكون الجار: الشريك، ومنه: "الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ" (?) في قولنا، وأما أهل العراق فهو عندهم من قرب المسكن وإن لم يكن شريكًا في المبيع، وقالوا: معنى: "الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ" أي: بحق جواره في الشفعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015