ومعنى: "آوَاهُ اللهُ" جعل الله له فيه مكانًا وفسحة لمَّا انضم إليه، أعني: مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: قرَّبَه إلى موضع نبيه، وقيل: يئويه إلى ظل عرشه، وفي الحديث: "نَسْجُدُ حَتَّى نَأْوِيَ لَهُ" (?) أي: نَرثِي ونَرِقَّ، وآوى له: رق، قيل: ومعنى: "الْحَمْدُ لله الَّذِي آوَانَا" (?) أي: رحمنا وعطف علينا، "وَكَمْ مِمَّنْ لَا مُئْوِيَ لَهُ" (2) أي: لا عاطف عليه ولا راحم له، وعلى المعنى الأول، أي: الذي ضمَّ شملنا، وجعل لنا مواطن ومساكن نأوي إليها، وكم من لا موطن له، ولا مسكن، ولا من ينعم عليه فهو ضائع مهمل.
والمأوَى لكل شيء، سوى مأوِي الإبل والزنابير، ولم يأت مفعِل بكسر العين في الصحيح من مصادر الثلاثيات وأسمائها مما مستقبله يَفعَل بالفتح إلاَّ مَكْبِرَ من الكبر، ومَحْمِدَة من الحمد، وفي المعتل معصِية، ومأوِي الإبل، هذِه الأربعة شذَّت، وما سواها مَفعَل بفتح العين (في الصحيح، وكثير من المعتل مما عَيْنُ فعله ياءٌ، وقد حكي في جميع ذلك الفتح والكسر، كُنَّ مصادرَ) (?) أو أسماء.