حديث الإِصبع: "قَلْبُ ابْنِ آدم بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابع الرَّحْمَنِ" (?) الإِصبع هنا صفةٌ سمعيَّةٌ لا يزاد على ذلك، وإليه ذهب أبو الحسن وجماعة من أصحاب الحديث، وقيل: إصبع من أصابع ملائكته، أو تكون خلقًا من خلقه سماه إصبعًا، وقيل: هي كناية عن القدرة أو النعمة، وقيل: هو مثل في أنه لا تعب عليه في الأفعال وإظهار المخلوقات (?)، كما قال: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: 38] وأما قوله في الحديث الآخر في قبض السماوات، وقوله: "أَنَا الْمَلِكُ وَيقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا" (?) ففاعل ذلك هو النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده، وباقي الحديث يدل عليه، فلا يحتاج إلى تأويل أكثر من تمثيله للبسط والقبض بذلك.
وقوله: "أَرَأَيْتَ إِن اسْتَأْصَلْتَ قَوْمَكَ" (?) أي: قتلتهم فلم تُبق لهم أصلاً، استأصلتُ الشيء: إذا قطعتُ أصله.
* * *