الهامُ: طائر يألف الموتى والقبور وهو الصدى، وهو طائر يطير بالليل، وهو غير اليوم لكنه يشبهه، وتزعم العرب أن الرجل إذا قُتِل فلم يُدْرَك بثأره خرج من هامته - وهو أعلى رأسه - طائر يصيح على قبره: اسقوني اسقوني، فإني عطشان. حتى يُقتَل قاتِلُه. وقال بعضهم: تخرج من رأسه دودة فتُسلَخ عن طائر يفعل ذلك، فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن اعتقاد ذلك، وإليه ذهب غير واحد، منهم أبو عبيد والحربي. وقال مالك: أراها الطيرة التي يقال لها: الهامة، وقد يحتمل أنه أراد التطير بها أيضًا؛ (فإن العرب كانت تتطير بها) (?)، ومنهم من كان يتيمن بها، وحكي هذا عن ابن الأعرابي كانت العرب تزعم أن عظام الموتى تصير هامة، ويسمُّون الطائر الذي يخرج من هامة الميت إذا بلي: الصدى.
قوله: "فَمَشَى عَلَى هِيْنَتِهِ" (?) بكسر الهاء، أصله الواو من الهون بالفتح، وهوْ الرفق والتثبث في الأمور، ومنه: {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63] قيل: بسكينة ووقار. قال شمر: الهِينة بالكسر والْهَون بالفتح: الرفق والدعة، يقال: امض على هِينَتِك. وقال بعضهم: الهوينا تصغير الهونا، والهونا تأنيث (?) الأهون، أي: الأرفق. قال ابن الأعرابي: العرب تمدح بالهين واللين؛ لأنه من الرفق والتثبت، قال: وتذم بالهين اللين المثقل؛ لأنه من الهُون بضم الهاء، وهو الهوان، وقد قيل أيضًا بالضم من الرفق، قالوا: ومنه الهوينا. وقال غيره: هما سواء مثقلًا ومخففًا، والأصل فيه التثقيل.