الرواية؛ لأن دخول (إلا) هاهنا بعد النفي لإيجاب بعض ما نفي من الخروج، فكأنه نهي عن الخروج إلاَّ للفرار خاصة، وهو ضد المقصود، والمنهي عنه إنما هو الخروج للفرار خاصة لا لغيره، وجوز ذلك بعضهم، وجعل قوله: "إِلَّا فِرَارًا (?) " حالاً (لا استثناء) (?) أي: لا تخرجوا إذا لم يكن خروجكم إلاَّ للفرار، فتطابق الروايتان: فلا تخرجوا فرارًا منه، ولا يخرجكم الفرار منه. ووقع للقنازعي ووهب بن مسرة: "فَلَا يُخْرِجُكُمْ الإِفْرِارُ مِنْهُ" وهذا وهم وتغيير؛ لأنه لا يقال (إلا: فرَّ) (?) لا غير. قلت: يقال: أفره، كذا يُفرِّه، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعدي: "إِنْ كَانَ لَا يُفِرُّكَ مِنْ هذا الدِّينِ إِلَّا كَذَا" (?) فيكون المعنى: لا (?) يخرجكم إفراره إياكم.

قوله: "الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَفْتَرِقَا (?) " (?) كذا لأَبِي بَحْر عن العذري في حديث يحيي بن يحيى عن مالك، ولكافة رواة "الموطأ" ومسلم والبخاري: "ما لَمْ يَتَفَرَّقَا" (?) وكلاهما بمعنًى واحدٍ. واختلف الفقهاء في معني هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015