وقوله: "فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ سَمِعْتُ" (?) كله بفتح الشين، أي: لم يمكث ولم يُحْدِث شيئًا حتى فعل هذا، وأصله من الحبس، أي: لم يمنعه مانع ولا شغله أمر آخر غيره، ومثل قول عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: "لَمْ أَنْشَبْهَا حِينَ (?) أَنْحَيْتُ عَلَيْهَا" (?).
قوله: "سَمِعْتُ نَشِيجَ عُمَرَ" (?) هو صوت معه ترديد كما يردد الصبي بكاءه في صدره، وهو بكاء فيه تحزن.
"وإِنْشَادُ الضَّالَّةِ" (?) تعريفها، ونشدها: طلبها، وأصله رفع الصوت، وإنشاد الشعر منه، أي رفع صوته (?) به.
وقوله: "لَا تَحِلُّ إِلَّا لِمُنْشِدٍ" (?) يعني: لقطة مكة. قيل: لِمُعَرّفٍ يُعَرِّف بها. أي: لا يحل منها إلَّا إنشادها وإن تمت السنَة عنده، بخلاف غيرها.
وقيل: المنشد هاهنا الطالب، وحكى الحربي بين أهل اللغة اختلافًا في: