فدعا - صلى الله عليه وسلم - بالنضرة لمن /2/ سمع منه حديثًا فحفظه حتى يبلغه غيره، وقد كان فيمن تقدم من سلك هذا السبيل من الاقتصار على أداء ما سمع ووَعَى، وتبليغ ما قيَّد ورَوى، دون تكلُّفِ ما لم يُحط به علمًا من تبديلِ لفظٍ أو تأويل معنًى، وهذِه رتبة أكثر الرواة والمشايخ المتقدمين، وأما الإتقان وجودة المعرفة ففي الأعلام منهم والأئمة المشهورين، ثم تساهل الناس بعدُ في الحمل والأداء، فأوسعوه (?) اختلالًا ولم يألوه خبالًا، وربما شاهدنا الشيخ المسموع بشأنه وثنائه، المُتكلَّفَ شاقُّ الرحلة إلى لقائه، تنتظم به المحافل، ويتناوب الأخذ عنه ما بين نبيهٍ وخاملٍ، وفقيهٍ وجاهلٍ، وحضوره كعدمه، وبناؤه كهدمه، كتبه مهملة من التقييد والضبط، مسجلة من غير شكلٍ ولا نقطٍ، ثم (لا وعي ولا حفظ) (?)، ولا نصيب (?) (من العناية بشيء) (?) مما يتعاطاه من الرواية، ولا حظ سوى: لقيت فلانًا، وأجاز لي (?) فلان، (وأذن لي فلان) (?)، وسمعت على فلان، وكله أو أكثره زخارف وهذيان، لا تحصيل ولا توصيل، إن سُئل عن تقييد (?) لفظٍ أو تحقيق معنى، جَبَهَ (?) السائل وعاب المسائل، أو طولب بتأويل مشكل، أو إقامة إعراب، طوى الكتاب، وسدَّ الباب، وهجر الأصحاب،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015