وقوله في باب قول الرجل: ويلك: "إِنْ أُخِّرَ هذا فَلَمْ يُدْرِكْهُ الهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ" كذا للكافة، وعند ابن السكن: "فَلَنْ يُدْرِكَهُ" (?) بالنون، وهو الوجه، أو"لَمْ يُدْرِكْهُ" بحذف الفاء، وإلا فيختل الكلام بلا جواب، وقد جاء في الحديث الآخر: "لَمْ يُدْرِكْهُ الهَرَمُ، قَامَتْ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ" (?)، (وقال بعض الناس: صواب الحديث: إن أخر هذا لم يدركه الهرم ثم قامت عليكم ساعتكم) (?)، وهذا تكلف لا يسوغ، إذ لا (?) يجوز أن يبقى بغير جواب، ثم لو ساغ هذا في هذا (?) الحديث لم يسغ في غيره، كقوله: "إِنْ يَعِشْ هذا الغُلَامُ، فَعَسَى أَنْ لَا يُدْرِكَهُ الهَرَمُ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ" (?) وإنما الصحيح في تفسيره ما جاء في الحديث الآخر: "كَانَ رِجَالٌ مِنَ جُفَاةِ الأعْرَابِ يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ السَّاعَةِ، فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ: إِنْ يَعِشْ هذا لَا يُدْرِكْهُ الهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ" (?)، (يعني: موتهم، يدل على هذا التأويل قوله: "مَنْ مَاتَ فَقَدْ قَامَتْ قِيامَتَهُ" (?)) (3).