قال القاضي: ويقال: إن معناه: أمكنتم من أنفسكم، وأصل الكذب عند هذا الإمكان؛ لأن الكاذب يمكن من نفسه (?).

قلت: وهذا ضعيف؛ بل الكذب خلاف الحق والصدق، والصدق: الثبوت على الشيء والصلابة فيه (?)، يقال: فلان صدق اللقاء (?) وحمل فصدق، أي: ثبت، ورمح صدق، أي: صلب ثابت عند الطعن، فقيل لمن قال غير الحق: كاذب؛ لعدم ثبوت قوله. وقيل لمن حمل ثم كَعَّ: كذب في حملته ولم يصدق، أي: ولم يثبت.

وقول إبراهيم عليه السلام في امرأته: "أُخْتِى" (?) يريد في الإسلام، كما جاء في الحديث: "لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ" (?).

الاختلاف

قوله: "كذَاكَ مُنَاشَدَتَكَ رَبَّكَ" (?) كذا لهم، وعند العذري (?): "كَفَاكَ" وهما بمعنًى واحد. قال القتيبي: معناه: حسبك (?)، وقد جاء في البخاري بهذا اللفظ (?)، وشبيه به قولهم: "إِلَيْكَ - تَنَحَّ - عَنِّي" (?)، وينشد:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015