إلى: (القبلة). بالقاف المنقوطة باثنتين والباء ثانية الحروف، ثم زاد من عنده: (للصائم) كأنها زيادة بيان منه! والحديث ليس له صلة بقبلة الصائم، فنص الحديث: "لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الغِيلَةِ، فَنَظَرْتُ في الرُّومِ وَفَارِسَ، فَإِذَا هُمْ يُغِيلُونَ أَوْلاَدَهُمْ فَلاَ يَضُرُّ أَوْلاَدَهُمْ ذَلِكَ شَيْئًا". ثمَّ سَأَلُوهُ عَنِ العَزْلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ذَلِكَ الوَأْدُ الخَفِيُّ".
ومن ذلك أيضًا قوله في حرف الجيم، في الجيم مع الميم 2/ 136: (قوله: "يَرْمِي الجَمْرَتَيْنِ" هي ها هنا اسم لموضع الرمي) كذا عبارته - رحمه الله - وهو عجيب؛ فالمتن الذي ذكره: "يَرْمِي الجَمْرَتَينِ" ورواه البخاري قبل حديث (1751): "باب إِذَا رَمَى الجَمْرَتَينِ يَقُومُ ... " إنما المعني به الجمرات نفسها قطع الحجارة هذِه، فلا يفهم منه أبدًا أنه موضع الرمي كما ذكر المصنف، وأوقعه في ذلك تصرفه في نقل عبارة القاضي في "المشارق" 1/ 411 قال: (وذكر الجمرتين موضع الرمي) فهذِه عبارته، مستقيمة لا شيء فيها، فلعل القاضي قصد ما ذكره البخاري قبل حديث (1753): "باب الدُّعَاءِ عِنْدَ الجَمْرَتَينِ" وهذا النص لا شك أن المفهوم منه إنما هو موضع الرمي، والله أعلم.
ووقع نحو هذا عديدًا مما لا يتسع المقام لذكره جميعًا وحصره. فهذِه الملاحظة وسابقتاها أُراها أنها من المؤاخذات والانتقدات التي تؤخذ على الكتاب.
4 - وجدنا أن المصنف عندما يعزو موضعًا ما لـ "موطأ يحيى" ثم يذكر إصلاحًا ما لابن وضاح - ومن المعروف أن لابن وضاح إصلاحات في "موطأ يحيى" - فنذهب لنخرج هذا الموضع من "الموطأ" فنجده على الوجه الذي هو من إصلاح ابن وضاح، وهذا تكرر كثيرًا جدًّا، بل هو هكذا في جل