قوله: "فَإِذَا بِذِيخٍ مُتَلَطِّخٍ" (?) بكسر الذال بعدها ياء مثناة من أسفلها، بعدها خاء معجمة، وهو ذكر الضباع، ومعنا: "مُتَلَطِّخٍ" أي: بالطين أو برجيعه، كما قال في الحديث الآخر: "أَمْدَرَ" أي: متلوث بالمدر.
فصل
في البخاري: "بَابُ: مَا جَاءَ في الذَّاتِ" (?)، وفي الحديث: "ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ (?) ذَاتَ لَيْلَةٍ" (?)، و"يُصْلِحَ ذَاتَ بَيْنِهِم" (?) فذات الشيء: نفسه وحقيقته، أي: الذي هو كذا.
وذَا: لمن يشير إليه، وذلك، وذي للمؤنث، كل ذلك إشارة إلى إثبات حقيقة المشار إليه نفسه، وقد استعمل المتكلمون: الذَّات بالألف واللام، وغلطهم في ذلك أكثر النحاة، وقالوا: لا يجوز أن يدخل على: ذِي الألف واللام؛ لأنها من المبهمات، وأجاز بعض النحاة قولهم: الذات، وأنها كناية عن النفس وحقيقة الشيء، أو عن الخلق والصفات، وقد ذكرنا قولهم: الذوين، وجاء في الشعر وأنه شاذ، وأما استعمال البخاري لها فعلى ما تقدم من التفسير من المراد بها الشيء نفسه، على ما استعمله المتكلمون في حق الله تعالى، ألا تراه كيف قال: "مَما جَاءَ في الذَّاتِ