قوله - عليه السلام -: "لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ الله هُوَ الدَّهْرُ" (?)، "الدَّهْرُ": مدة بقاء (?) الدنيا. وقيل: إنه مفعولات الله - سبحانه وتعالى -. وقيل: فعله كما قال: "إِنِّي أَنَا المَوْتُ" (?).
ومعنى الحديث: فإن مصرف الدهر وموجد أحداثه هو الله تعالى، أي: أنا الفاعل لذلك. قال بعضهم: وقد يقع الدهر على بعض الزمان، يقال: أقمنا على كذا دهرًا، أي: مدة، كأنه تكثير طول المقام، ولهذا اختلف فيمن حلف ألا يكلم فلانًا دهرًا أو الدهر، هل هو متأبد؟ وأما في الرواية الأخرى: "فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ" (?) روي بالرفع والنصب، وهو أكثر على الظرف. وقيل: على الاختصاص، وأما الرفع فعلى التأويل الآخر، وذهب بعض من تكلم في العلم ممن لا تحقيق عنده إلى أنه اسم من أسماء الله تعالى، ولا يصح.
قوله: "الْمُدْهِنُ" (?) هو المصانع والغاش، وهو المداهن، والادّهان: المصانعة واللين في الحق.