وَكَانَ أستاذ الدَّار قد وصف للخليفة نويس الْمُغنيَة زَوْجَة ابْن رَئِيس الرؤساء وَعَائِشَة السَّوْدَاء زَوْجَة ابْن الْكَرْخِي فنفذ وأحضر الْمَرْأَتَيْنِ المذكورتين واحضر جمَاعَة مِنْهُم نجاح وَأَبُو الْعِزّ وَمُحَمّد بن يحيى الْفراش وَابْن الْكَرْخِي وَأَبُو عَليّ الدوامي وَجَمَاعَة من المماليك وفراش الدَّار وَكَانَ قد اتّفق جمَاعَة من النَّاس واكثر أهل بَغْدَاد بِأَن مَا بِبَغْدَاد مغنية أصنع من عَائِشَة السَّوْدَاء وَلَا غناء أطرب من غنائها وَلَا صَوت أرق من صَوتهَا وَذكر أَن الْخَلِيفَة قَالَ للكرخي فِي تِلْكَ اللَّيْلَة {فَمِنْهَا ركوبهم وَمِنْهَا يَأْكُلُون} يَعْنِي بذلك ابْن الْكَرْخِي وَزَوجته السَّوْدَاء الْمُغنيَة فَعجب النَّاس من قَوْله وَقَالُوا
استشهاد فِي مَوْضِعه
وفيهَا قدم إِلَى بَغْدَاد ابْن رَئِيس هَمدَان وَكَانَ مَعَه مَال كثير وغلمان وخدم وَمَعَهُ من جملَة مماليكه مَمْلُوك حسن الْهَيْئَة تَامّ الْخلق يُقَال لَهُ سنجر وَكَانَ لَهُ خيمة مَضْرُوبَة على شاطئ دجلة عِنْد مشرعة مشْهد أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ فَكَانَ كَذَلِك أَيَّامًا لَا يزَال يشرب الْخمر وَكَانَ لَا يزَال مخمورا فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ دخل عَلَيْهِ جمَاعَة من العيارين لَيْلًا فَقَتَلُوهُ وَهُوَ سَكرَان وَأخذُوا كثيرا مِمَّا كَانَ مَعَه من الْأَمْوَال وَأصْبح النَّاس يَخُوضُونَ فِي حَدِيثه واتهم جمَاعَة بقتْله وَكَانَ أَكثر أهل بَغْدَاد يَزْعمُونَ أَن قَاتله بدران الحسامي وَعلم الْخَلِيفَة بقتْله فَتقدم إِلَى أستاذ الدَّار بالكشف عَمَّن قَتله فَتقدم أستاذ الدَّار بالكشف عَن الْحَال وَأخذ سنجر وَقَالَ
إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ قد كَبرت عَلَيْهِ هَذِه الْحَال فبقى سنجر أَيَّامًا كَثِيرَة لم يخرج من الدَّار فَلَمَّا خرج وَركب كَانَ عَلَيْهِ وعَلى فرسه مَا يُسَاوِي خَمْسَة ألف دِينَار إمامية وَصَارَ سنجر يخرج وَيدخل إِلَى البدرية كل يَوْم وَكَانَ يخرج وَعَلِيهِ فِي