وَفِي هَذِه السّنة تقدم النَّاصِر لدين الله ينْقض السَّفِينَة الْمَذْكُورَة الْمَعْرُوفَة بالزبزب وَقَالَ
لَا حَاجَة أَن تكون هَذِه بالدجلة بِإِزَاءِ التَّاج الشريف لترقب من يَمُوت يحمل بهَا وَإِنِّي كلما رَأَيْتهَا تكدرت عَليّ الْحَيَاة وَإِذا مت مَا يتَعَذَّر أَن يعْمل مثلهَا فَأمر ينقضها فنقضت وَكَانَ قد غرم عَلَيْهَا أَمْوَالًا عَظِيمَة وَكَانَت من أحسن السفن المركوبة وَكَانَ إِذا ورد إِلَى بَغْدَاد سُلْطَان وتغلب على دَار الْخلَافَة وَأَرَادَ الْحُضُور إِلَى الْخدمَة فَلَا يركب إِلَى التَّاج الشريف إِلَّا فِي هَذِه السَّفِينَة
وَدخلت سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَالسُّلْطَان مُقيم بِالْقَاهِرَةِ مواظب على تَرْتِيب أَحْوَال الديار المصرية ناشر للعدل فِي الرّعية باذل لمعروفه وَمَا يسديه من مَكَارِم أخلاقه لقاصديه إِذْ وصلته الْأَخْبَار بِمَا تجدّد فِي الشَّام من موت الْملك الصَّالح إِسْمَعِيل بن نور الدّين مَحْمُود
قد سبق قَوْلنَا من قبل فِي ذكر الْملك الصَّالح إِسْمَعِيل بن مَحْمُود بن زنكي وَمَا آل إِلَيْهِ أمره بعد وَفَاة أَبِيه من سوء تَدْبِير مدبريه فحين وصل السُّلْطَان من مصر إِلَى الشَّام لما وَصله من احتلال الثغور وَأَرَادَ إِصْلَاحه وَأَن يضمه