وَلما انْفَصل الْأَمر بَينه وَبَين قلج أرسلان توجه إِلَى بلد الأرمن لاستئصاله وَذَلِكَ أَن متملك الأرمن ابْن لاون استمال قوما من التركمان ليكونوا فِي مرَاعِي بَلَده وأمنهم على ذَلِك فَلَمَّا استقروا لم يشعروا بِهِ إِلَّا وَقد صبحهمْ بغدره فأسرهم واستحوذ على أَمْوَالهم وَكَانَت شكاية الْمُسلمين قد كثرت عَلَيْهِ من سوء أَفعاله بهم فَرَأى السُّلْطَان الأولى دُخُول ولَايَته فَسَار إِلَيْهِ بعساكره المنصورة وخيم على النَّهر الْأسود وأباحهم بِلَاد الأرمن وَكَانَ بِقُرْبِهِ حصن القابوس وعَلى ذَلِك الْجَبَل قلعة شامخة وَهِي من الْحُصُون الحصينة والمعاقل المنيعة وَكَانَ الأرمني قد أَمر أَهلهَا بالنزوح عَنْهَا وأضرمها نَارا فبادر النَّاس إِلَى إِخْرَاج غلاتها وإبراز مودعاتها فَانْتَفع الْعَسْكَر بالزاد والعلف وَأمرهمْ السُّلْطَان بهدم الْحصن وتخريبه فخربوه فَمَا برح حَتَّى صَار عاليه سافله وَعفى آثاره وَأقَام على عزم الدُّخُول إِلَى بِلَادهمْ وأذعن ابْن لاون