سمارية خَفِيفَة فَنزل بهَا وَسَار فِي دجلة والأمراء فِي السماريات بَين يَدَيْهِ يَسِيرُونَ فِي خدمته وَكَانَ الْخَلِيفَة جَالِسا فِي صدر السمارية فِي قبَّة سَوْدَاء وأستاذ الدَّار قَائِم بَين يَدَيْهِ وَكَذَلِكَ جمَاعَة
ثمَّ أَفَاضَ من كرمه على جَمِيع من كَانَ من اصحاب ابْن قرا أرسلان مَا لم ينْحَصر من مركوب وكراع وَثيَاب ومتاع وَغير ذَلِك وَعمل وَالِدي الْملك المظفر لِابْنِ قَرَأَ أرسلان دَعْوَة جميلَة أَيْضا وَحمل لَهُ عشرَة آلَاف دِينَار ثمَّ عمل نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن شيركوه ابْن عَم السُّلْطَان صَلَاح الدّين لَهُ دَعْوَة عَامَّة وأفاض عَلَيْهِ مَالا جزيلا وَكَذَلِكَ عمى عز الدّين فرخشاه عمل لَهُ دَعْوَة وأوسع لَهُ الْعَطاء وَلمن كَانَ مَعَه وَلم يزل السُّلْطَان هُنَاكَ فِي تِلْكَ الْأَيَّام يبْذل الْجُود فِي اقتناء المحامد إِلَى أَن وصلت رسل قلج أرسلان بِالطَّاعَةِ والإذعان لما أَرَادَهُ السُّلْطَان من أَمر نور الدّين بن قَرَأَ أرسلان وَكَانَ المنفذ من جَانِبه الْأَمِير اخْتِيَار الدّين حسن بن عفراس وَكَانَ كَبِيرا مقدما عِنْد ملك الرّوم وَكتب لَهُ السُّلْطَان عهدا أكد فِيهِ الشَّرَائِط بالِاتِّفَاقِ فِيمَا بَينهمَا وَانْصَرف هُوَ وَأَصْحَابه بالتحف وَالْخلْع والتشريفات الجميلة وَعَاد كل مِنْهُم إِلَى جِهَته