وحاد عَن وسط الطّلب الَّذِي لَهُ
قَالَ شرف الدّين عِنْدَمَا وقف طلب إِبْرَاهِيم وَسَأَلَ عَن حليته وإيش ملبوسه وَعَن فرسه الَّذِي هُوَ رَاكِبه فعرفوه بذلك فَقَالَ لمن يَثِق بِهِ لَا بُد لي من إِبْرَاهِيم فَحمل وَتَبعهُ من أَصْحَابه أَرْبَعُونَ فَارِسًا إِلَى أَن أخرق طلب إِبْرَاهِيم وزعزعه عَن مَكَانَهُ الَّذِي كَانَ فِيهِ وَلحق صَاحب الحصان الْأَشْهب الَّذِي عَلَيْهِ تشاهير إِبْرَاهِيم فطعنه فأرداه عَن فرسه وَهُوَ يظنّ أَنه إِبْرَاهِيم فَلَمَّا وَقع قَالَ لَهُ
زنهار يَا خوند فَقَالَ لَهُ
مَا أَنْت إِبْرَاهِيم فَقَالَ
لَا فبصق عَلَيْهِ وَقَالَ
شه عَلَيْك وانحرف
وَكَانَ أَصْحَاب المبارز سَبْعَة نفر قد طلبُوا التقفيز ومنعهم حُضُور شرف الدّين مَعَهم فِي الطّلب فَلَمَّا حمل وخلا لَهُم الْموضع قفزوا الْجمع وَمن مَعَهم مرّة وَاحِدَة وَكَانُوا يزِيدُونَ على مائَة فَارس وصاحوا
نَاصِر الدّين يَا مَنْصُور وصاروا قَرِيبا من طلبه فَردُّوا رُؤُوس خيولهم إِلَى نَاحيَة الْقِتَال فتراجع أَصْحَاب إِبْرَاهِيم وهم دباب وَقد قفزوا فظنوا أَن الْجَمِيع يَفْعَلُونَ كَمَا فعل أُولَئِكَ فانتشرت دباب وهم فِي خَمْسَة ألف فَارس وطلبتها زعب فَقلعت مِنْهُم جمَاعَة ووصلوا إِلَى أثقال شرف الدّين فانتهبوها وانتهبت مَعَهم أَيْضا دباب مَا قدرت عَلَيْهِ
وَلما رَأَتْ الأتراك مَا فعلته دباب خَافُوا الْقَتْل فقوم قفزوا وَقوم أخذُوا وَصَارَت الكسرة على شرف الدّين وَعَاد فَلم يجد ثقلا وَلَا شَيْئا