مائَة ألف دِينَار فَلَمَّا سمعُوا ذَلِك داخلهم الطمع
وَكَانَ سَبَب ذَلِك الداوية فَإِنَّهُم كَانُوا يمدون من بالحصن بالأموال والنفقات وَجَمِيع مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فَلَمَّا رأى السُّلْطَان ذَلِك جمع الْأُمَرَاء من أَصْحَابه وأولي الرَّأْي والمشورة وعرفهم مَا ذكره الفرنج من امتناعهم وطمعهم وَهل يزيدهم مَالا فَقَالُوا الصَّوَاب أَن تعطيهم رضاهم من المَال ويهدم الْحصن فَقَالَ لَهُم مَا أفعل شَيْئا وَلَا أبرم أمرا إِلَّا بمشاورة ابْن أخي الْملك المظفر عمر وَكَانَ المظفر فِي حماة قد شرع فِي إصْلَاح قلعتها وتحصينها فَأرْسل السُّلْطَان إِلَيْهِ جمَاعَة من الْأُمَرَاء إِلَى حماة ليحضروا عِنْده ويستنيروا بِهِ ويأخذوا رَأْيه ويعرفوه مَا يكون عَلَيْهِ الْعَمَل فَلَمَّا وصل المنفذون إِلَى حماة حَضَرُوا بَين يَدَيْهِ وسلموا غليه كتاب السُّلْطَان وشاوروه فِيمَا أرْسلُوا بِهِ فَقَالَ
مَا آرى هَذَا رَأيا صَالحا ثمَّ كتب إِلَى السُّلْطَان كتابا يذكر فِيهِ إِن هَذَا الرَّأْي الَّذِي قد أزمعت عَلَيْهِ لَيْسَ بِشَيْء وَإِن الله تَعَالَى يَسْأَلك عَن إعطائهم هَذَا المَال وَأَنه قَادر على الْمسير إِلَيْهِم
والرأي أَن نصرف هَذَا المَال إِلَى الأجناد ونرغبهم فِي الْجِهَاد وتسير بعساكرك وتنزل عَلَيْهِ وَالله تَعَالَى فِي معونتك ونصرتك ثمَّ خلع على الْجَمَاعَة الَّذين جَاءُوا إِلَيْهِ وَأمرهمْ بالسير إِلَى السُّلْطَان فَلَمَّا وصلوا إِلَيْهِ سلمُوا إِلَيْهِ الْكتاب وعرفوه مَا قَالَ لَهُم شفاها فَقَالَ
هَذَا هُوَ الرَّأْي السديد ثمَّ أحضر الْأَمْوَال وأرسلها إِلَى سَائِر التركمان والأجناد فِي الْبِلَاد