شمس الدّين بن الْكَافِي وشمس الدّين قَاضِي الْعَسْكَر لأخذ الْعَهْد من صَاحب الْموصل على مَا ذَكرْنَاهُ واستقرت الْقَوَاعِد على ذَلِك وَضربت الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم باسمه وخطب لَهُ على المنابر بِجَمِيعِ تِلْكَ الممالك
كتَابنَا وَنعم الله تَعَالَى مَنُوط بمزيد الشُّكْر عندنَا مزيدها محوط من السديد وَأمّهَا وفريدها حَال من الِاغْتِبَاط مِنْهَا جيدها حَال فِي مَحل الارتباط لنا أنيسها وشرودها والنصر مَاض نصله وَالْخَيْر وَاضِحَة سبله والملوك وَقد دَانَتْ لنا رقابها ولانت صعابها وذلت لعزتنا أعزتها وتوفرت للتناهي فِي الْعُبُودِيَّة لنا هزتها فرسلهم على الْأَبْوَاب العزيزة للذلة خاضعة عارضة للاستكانة ضارعة والممالك لمملكتنا خاطبة وَفِي عدلنا راغبة ولطلوع سني إحساننا بكشف ظلم الظُّلم عَنْهَا طالبة وَالْوُجُوه سافرة وَالْأَيْدِي ظافرة ولاشك فِي إحاطة علمه بعبورنا الْفُرَات فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ لإِصْلَاح ديار بكر والموصل وفوزنا فِي كل وجهة بالنصر العذب المنهل وَأَنا أَقَمْنَا أشهرا على بِلَاد الْموصل وتصرفنا فِيهَا وأنعمنا على الأجناد بأعمالها ونواحيها فاتفق اختلال أَمر ديار بكر لمَوْت مُلُوكهَا وتبدد سلوكها فقصدناها وقررنا أمورها وأعدنا إِلَى مطالعها من سياستنا نورها وفتحنا ميافارقين وَهِي أم بلادها ومقلد نجادها ومركز محيطها ونقطة بسيطها فملكنا بهَا من ديار بكر رق مُلُوكهَا وأطلقنا بهَا شمس المهابة بعد دلوكها وأخمدنا الْفِتَن وَقد وقدت وَنَبَّهنَا السّنَن وَقد رقدت وأحيينا الْعدْل