إِلَى دجلة فَنزل على بلد من شاطئ دجلة فِي آخر شهر ربيع الأول وَوَصله الْخَبَر بوفاة نور الدّين بن قرا أرسلان صَاحب آمد يَوْم الأثنين رَابِع عشر من الشَّهْر الْمَذْكُور فَأمر أَخَاهُ بِالرُّجُوعِ إِلَى تِلْكَ الْبِلَاد وَأمره بترتيب أمورها ثمَّ رَحل مِنْهَا فَضرب مخيمه على الإسماعيليات وأقطع الْبِلَاد الأجناد وسير الْأَمِير سيف الدّين عَليّ بن أَحْمد المشطوب الهكاري وَمَعَهُ جمَاعَة من الْأُمَرَاء إِلَى الْعقر وأعماله
وَأمر السُّلْطَان بِعَمَل جسر فنصب وَعبر مظفر الدّين بن عَليّ صَاحب حران وخيم بالجانب الغربي وَمَعَهُ جمَاعَة من الْأُمَرَاء وَجَاء أَخُوهُ زين الدّين من إربل بعسكره وجماعته وَأمر النَّاس بترك الْقِتَال وَتَأْخِير الزَّحْف وَأرْسل القَاضِي ضِيَاء الدّين الشهرزوري برسالته إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز فِي إنهاء الْأَحْوَال وَشرح الْأَسْبَاب الْمُقْتَضِيَة لنهوضه لخدمة المواقف المقدسة الناصرة لدين الله وَأَن المواصلة كاتبوا البهلوان بِضَرْب الدِّرْهَم وَالدِّينَار باسم السُّلْطَان السلجوقي ليظهروا بنصره وَأَنَّهُمْ بعد ذَلِك راسلوا الفرنج يغرونهم بِقصد الثغور وكشف مَا اعتادوه من الظُّلم وَيذكر أَيْضا مَا افتعلوه من مبايعة ابْن أخيهم سنجر شاه بن غَازِي وَابْن زين الدّين صَاحب أربل وَمَا ضيعوا من محافظته وَأَنَّهُمْ لم يرعوا حَقه وَلَا حق أَبِيه الَّذِي حفظ بَيتهمْ وَأَشْيَاء كَثِيرَة لم نذكرها