بالإفرنج فِي مرج عُيُون وسارت بذلك البشائر إِلَى بِلَاد الْإِسْلَام وسيرت كَلِمَات الشُّعَرَاء إِلَيْهِ من أقاصي الْبِلَاد وأدانيها فَمن ذَلِك كلمة أَمِين الدولة أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الله التعاويذي الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ من شعراء الدِّيوَان الْعَزِيز بِمَدِينَة السَّلَام سَيرهَا إِلَيْهِ فِي السّنة الْمَذْكُورَة إِلَى دمشق وَهِي
(إِن كَانَ دينك فِي الصبابة ديني ... فقف الْمطِي برملتي بيرين)
(والثم ثرى لَو شارفت فِي هضبه ... أَيدي الركاب لثمته بجفوني)
(وَأنْشد فُؤَادِي فِي الظباء معرضًا ... فبغير غزلان الصريم جنوني)
(ونشيدتي بَين الْخيام وَإِنَّمَا ... غالطت عَنْهَا بالظباء الْعين)
(لَوْلَا العدى لم أكن عَن ألحاظها ... وقدودها بحوازن وغصون)
(لله مَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ قبابهم ... يَوْم النَّوَى من لُؤْلُؤ مَكْنُون)
(من كل تائهة على أترابها ... بالْحسنِ غانية عَن التحسين)
(خود ترى قمر السَّمَاء إِذا بَدَت ... مَا بَين سالفة لَهَا وجبين)
(غادين مَا لمعت بروق ثغورهم ... إِلَّا استهلت بالدموع شؤوني)
(إِن ينكروا نفس الصِّبَا فَلِأَنَّهَا ... مرت بِزَفْرَةٍ قلبِي المحزون)