وَقد رفعت على قلعتها أعلامنا ونفذت فِي مدينتها أحكامنا وناله صَاحبهَا صلحنا وَعم أَهلهَا صفحنا ووفى فِيهَا موعدنا ونجح وَالْحَمْد لله مقصدنا وألان الله صعبتها وحطم فِي ثَلَاثَة أَيَّام صعدتها وَنحن نستعيذ الله من أَن يظنّ أَن لنا فِي هَذَا الصنع صنعا وَأَن نعتقد أَنا نملك لأنفسنا ضرا أَو نفعا
فصل آخر
نزلنَا عَلَيْهَا وَلم يكن إِلَّا رياضتها ثَلَاثَة أَيَّام ريثما فتح الْحصن عَن فَضله واستيقظ صَاحبهَا بجد الْقِتَال من هزله وَاسْتَأْمَنَ فأومن على نَفسه وَمَاله وَأَهله وَكِتَابنَا هَذَا ولواء النَّصْر قد مد بَاعه معانقا لقلعتها وخطيب منبرها قَائِم باسمنا سَاعَة تسلمها للموافقة لساعة جمعتها ثمَّ أوصلنا نور الدّين إِلَى عقيلة طالما واعدها أَبوهُ وخطبها وَقَبلنَا مِنْهُ مهرهَا بمعونة فِي سَبِيل الله أوجبهَا
وَكتب بذلك إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز بدار السَّلَام كتابا مُسْتَوفى الْأَقْسَام وَأمر النَّاس بعد ذَلِك بالرحيل إِلَى حلب وأعمالها
وَتوجه السُّلْطَان من آمد قَاصِدا إِلَى الْفُرَات فوصلها فِي مراحل وَعبر الْفُرَات بِجَمِيعِ عساكره وجيوشه فَلَمَّا اسْتكْمل عبور النَّاس رَحل مُتَوَجها إِلَى عين تَابَ وَكَانَ بهَا الْأَمِير نَاصح الدّين مُحَمَّد بن خمارتكين