وفيهَا أَشَارَ أستاذ الدَّار إِلَى جمَاعَة من أهل بَغْدَاد من الْعَوام بِأَن يتقولوا إِذا ركب ابْن زِيَادَة إِلَى الدِّيوَان
(يَا غيث مَالِي بالغرام يَد ... )
وَكَانَت هَذِه الأبيات قد ذكرت فِي أَيَّام ابْن زِيَادَة وَكَانَ أستاذ الدَّار بقصره وَيُرِيد صرفه من الدِّيوَان الْعَزِيز وَكَانَ يقبح ذكره ويقصده فَكَانَ ابْن زِيَادَة إِذا ركب سمع فِي السُّوق ضجة عَظِيمَة من الْعَوام (يَا غيث مَالِي بالغرام بُد) لَيْلًا كَانَ أَو نَهَارا
ثمَّ إِن أستاذ الدَّار حسن للخليفة عزل ابْن زِيَادَة وَالْقَبْض عَلَيْهِ فَبَلغهُ ذَلِك فَخرج هَارِبا فَنزل فِي رِبَاط شيخ الشُّيُوخ وَسَأَلَ أَن يتَصَدَّق عَلَيْهِ بِنَفسِهِ وَأَن يُؤذن لَهُ بالمضي إِلَى وَاسِط فَأذن لَهُ فِي ذَلِك فَمضى إِلَى وَاسِط وَلزِمَ دَاره
وأحضر أستاذ الدَّار عز الدّين صَدَقَة بن صَدَقَة وَأخذ خطة بِأَلف دِينَار ورتبه صَاحب ديوَان مَوضِع ابْن زِيَادَة وخلع عَلَيْهِ فِي الدِّيوَان الْعَزِيز وَتقدم أستاذ الدَّار إِلَى ابْن البُخَارِيّ النَّائِب أَن يُوقع إِلَى ابْن فطيرا نَاظر الْأَعْمَال الواسطية أَن يعْتَرض أَمْلَاك ابْن زِيَادَة ويضيق عَلَيْهِ ويقصد تقبيح ذكره وَكَانَ سَبَب ذَلِك علمهمْ بِحسن رَأْي الْخَلِيفَة فِيهِ وَكَانَ أوحد الزَّمَان فِي الْكِتَابَة والتراسل لَا تَلد النِّسَاء قبله وَكَانَ محسودا لفضائله وَأقَام بواسط على نِهَايَة من الضّر حَتَّى تناهت بِهِ الْحَاجة حَتَّى نقل عَنهُ أَنه كَانَ ينْسَخ بِأُجْرَة
وفيهَا ضرب سكلية بن إيلاجك أَمِير الْبَصْرَة دَرَاهِم صغَارًا وسماها إيلاجكية كَانَ ذَلِك بعد موت أَبِيه إيلاجك بِسنة ثمَّ إِن ابْن فطيرا ضمن