وَلما وصلنا إِلَى الرها حصرناها أَيَّامًا من شهر جمادي الأولى وَكَانَ فِيهَا الْأَمِير فَخر الدّين مَسْعُود بن الزَّعْفَرَانِي فَأخذ فِي الْجد والتشمير والامتناع فخاف عَاقِبَة ذَلِك فَأرْسل إِلَى السُّلْطَان بتسليمها طلبا للسلامة فأنعم بهَا السُّلْطَان لمظفر الدّين كوكبوري إِضَافَة مَعَ حران ثمَّ توجهنا إِلَى حران ودخلنا مِنْهَا إِلَى الرقة
ثمَّ إِن السُّلْطَان توجه من حران إِلَى الرقة فَنزل عَلَيْهَا وحاصرها وَكَانَ فِيهَا الْأَمِير قطب الدّين ينَال بن حسان المنبجي وَكَانَت قد سبقت مِنْهُ إساءة وَسُوء تَدْبِير رَجَعَ عَلَيْهِ وباله فرآي أَنه لَا طَاقَة لَهُ بعساكرنا فأذعن وَسَأَلَ الْأمان وَسلم الرقة وعصم نَفسه وَمَاله وَخرج مِنْهَا بِجَمِيعِ مَا ملكه ماخلا ذخائر عدده وَرِجَاله وفارقناه وَمضى لحاله وَأحكم السُّلْطَان الْأُمُور بهَا ورتب أحوالها وَجعل فِيهَا بعض الْخيام ثمَّ مضى مِنْهَا مُتَوَجها