" 85 " قال أبن درماء العبدي بن غطفان وكان حصن ومحصن وافياً سيابة بن سيابة متخلفاً عن ركب كان فيهم فقتلاه وأخذا منه ما كان معه فأثريا به وأورثاه عقبهما حصن بن عامر بن محصن وكان ذا ندام وإخوان فقعد به الدهر حتى ضرب به المثل:
أتعجبُ مِما قد رماك به الدهر ... وأنك بعد اليُسر عادَ بِكَ العُسرُ
ألم تُنبَ عن جدَّيك والغدر منهما ... بسيابة في حين خلَّفهُ السَّفرُ
فنالا به حظاً وأدركت بالذي ... أصاباه من غدرٍ ألا قُبحَ الغدرُ
" 86 " قال الزر بن نصر الأزدي:
لعمرُكَ ما الزاكي المُثمِّر حِقدهُ ... ولكن مميت الحقد أزكى وأربحُ
65 - قال صاحب الكتاب: ويقال الأقدار وإن كانت مقدورة فليست تمنع الحازم من توقي المخوف والاحتراس مما يحترس منه. ولكنه يجتمع تصديقاً بالمقدور وأخذاً من قبل ذلك بالحزم.
" 87 " قال نهشل بن خويلد العبدي:
ولم أجعل المقدور للعجزِ علَّةً ... ولا أنني كذبت جبر المقادير
ولكن بحذر حازمٍ كنتُ حارساً ... خليل الذي يخشى اغتيال المغادر
فلا تُعط للمقدور بالكف ضلَّةً ... وكن حذراً فالحذرُ فوزُ المُحاذِرِ
" 88 " قال بعض المعمرين:
لا تعذُلاني فمثلي اليوم لم يُلمِ ... بُليتُ مُغترباً بالسُّقمِ والعَدَمِ
هذا البلاءُ وأبلى منه نائبةٌ ... رَمَت صفاتي على الأيام بالهرمِ
" 89 " قال المُؤمِّل بن أميل المُحاربي:
وصفْتُ الذي بي للطبيب من الهوى ... فما كان من جهلٍ بما قُلتُ يفهمُ
وما وصف الأوجاع قبلي مُتيمٌ ... فيعرف ذاك الوصف إلا مُتيمُ
كما أن هذا موجعُ القلبِ مُغرمٌ ... كذلك هذا مُوجعُ القلبِ مُغْرَمُ
" 90 " قال حاتم الطائي:
سأطوي حديثَ النفسِ حتى أُميتَهُ ... وأستُره لو أستطيعُ عن القلبِ
" 91 " قال أعشى بني قيس بن ثعلبة:
تُقيمُ على خوفٍ وإنك قادرٌ ... على هربٍ منهُ لأنك جاهلُ
وتأمن يوماً فالوريدُ وغيرهُ ... يخافان منك الغدر فيما تُحاولُ
ألا ثكلتك الأمُّ بل هي إذ ثوت ... تراك سليماً يا ابن عفان ثاكلُ
" 92 " قال مرداد بن عائل الإيادي أحد المعمرين:
إذا أنت عاشرت الملا يا ابن سلهب ... معاشرة الأبرار لم تَعْدَمِ الفضْلا
ونِلت الذي حاولت من كلِّ خطَّةٍ ... ولين معاشٍ لا تخافُ لهُ هُزلا
وقرِّبت عن بعدٍ وأونست مُوحشاً ... وزادك في الأخيار تغنى به نُبلا
وذاك تُقى الرحمن فالبس ثيابها ... وكُن لذوي الحاجات في حاجهم سهلا
وكُفَّ الأذى عن ذي الجوار وغيره ... وقصدك في الأعمالِ واجتنبِ البُخلا
ولا تصحبنْ ذا ريبةٍ في محجةٍ وجانب أخا الفحشاء واستصحب العدلا