112 - قال صاحب الكتاب: ويقال لا ينبغي للعاقل أن يغتر بسكون الحقد، فانما الحقد في القلب مثل الجمر المكتن ما لم يجد حطبا. والحقد لا يزال يتطلع إلى العلل كما تبتغي النار الحطب فإذا وجدته استعرت استعارا. وكذلك الحقد إذا وجد فرصته اشتعل ولم يطفئه كلام ولا رفق ولا لين.
" 153 " قال حَجْلُ بن نضلة في النُّعمان بن المنذر واغتراره بزيد ابن عدي بن زيد ومكايدته إياه حتى حرّض عليه كسرى ففعل به ما فعل:
اغترَّ أن قال قد باخت شرارتهُ ... والحقدُ يكتنُّ مثل النارِ في الحجرِ
حتى يوافي بها جزلاً فيُضرِمُهُ ... بالاشتعال اضطراماً ظاهر الشَّرَرِ
والحقد يكتنُّ ما لم يلق فرصتَهُ ... على طلُّعهِ من خفيةِ الفكر
فحين يعترض اللا،،، يطالبُها ... من حيثُ يمكنُ في عُسرٍ وفي يُسُرِ
جد اشتعالاً فلا رفقٌ ولا ملقٌ ... يُطفي تَضَرُّمهُ ما جدَّ في الأثرِ
113 - قال صاحب الكتاب: ويقال أكيس الأقوام من لم يلتمس الأمر بالقتال ما وجد إلى غيره سبيلا. فإن النفقة في الحرب من الأنفس، وسائرُ الاشياء النفقة فيها من الأموال لا من سواها.
" 154 " قال جويس السدوسي: لا تجعل الحرب ما تبدا به أحداً إذا وجدت سبيلاً غيرها أبداً
فالحربُ سوقٌ، نُفوسُ الناس سلعتُها ... تُشرى وتُنفق لا مالاً إذا وردا
وسائر النفقات المالُ تبذُلُهُ ... فيما تُحاول وزناً كان أو عددا
" 155 " قال في مثله شمخ بن عوف الفزاري لحُذيفة بن بدر في تدريه على قيس بن زُهير بن جذيمة في مطالبته منه السبق وهو في مجاورته:
لا تَستهن بضعيفِ الأمر تحقرُه ... من العداوةِ في حال من الحالِ
فكم ضعيفٍ تأتى مثلهُ نفراً ... فاستنزلوا صاغراً ذا قوةٍ عالِ
" 156 " قال هُدبة بن خشرم العُذري:
مقاربة الليث الهصور وغيره ... من الأفعوان الصِّلِّ حين يُساوره
أحق وأحرى أن تبيت لديهما ... على الأمن في ليلٍ تُخاف غوائرُه
من الصاحب الفرد القريب مُعادياً ... إذا كان في جيران بيت تُجاوره
وبغيتُهُ إتلافُ روحك جاهداً ... بكلِّ سبيلٍ مُرصدٍ لك عابرُه
" 157 " قال معمر بن عمارة الأسلمي:
إذا كنت ذا ثوبٍ تُشان بلبسه ... فعُريانُ منهُ أنت في الناسِ أعذرُ
" 158 " قال عربة بن غلباء الغساني:
أخٌ نالني منهُ بغيظِ تجرُّمٍ ... لديَّ أثيرٌ حيثُ حلَّ حبيب
أرحت بإبعاديه نفسي من الأذى ... بقذفيه مجرى الريح وهي هبوبُ
" 159 " قال ابن غزية الضبي:
دواؤك إذ قرُبت وأنت صلٌّ ... بعادُكَ أن أراك وأن تراني
" 160 " قال نصر بن ورقاء الحرشي: إذا كنت مظلوماً ومالك ناصرٌ فجدك في الإيغال في الأرض هاربا
" 161 " قال أسعد في الذلفاء: أخافُ بإن أحاربها فأردى فترضى حين أضرَعُ مُستكينا
" 162 " قال ابن عويمر بن الذيال النخعي:
لجوبٌ في البلاد بغير زادٍ ... وضنكٌ في المعيشةِ لا يزول
أخفُّ عليَّ من ذُلي لوغدٍ ... خسيس حين أضرعُ يستطيل