إن الفقير ظنينٌ كان فما ... ينفكُّ يرمى وإن لم يجنِ بالتُّهمِ
" 138 " قال عرزم الغِفاري أيضاً:
وكنتُ مُصدقاً في كلِّ أمرٍ ... أميناً ما غضبتُ وما رضيتُ
أزكى حين أذكر في فريقٍ ... وأحمدُ إن بَعُدتُ وان دنوتُ
وذاك ليالي الإثراء متِّي ... على أني الضنينُ بما حويتُ
فلما اجتاح مالي ريبُ دهري ذُممت بحيثُ في بلدٍ ثويتُ
فصرت لسوء ظنَّةِ من رماني ... ومُتهمي الظنين بما رُميتُ
98 - قال صاحب الكتاب: ويقال ليس في الغني من خلة تحمد إلا وهي في الفقير تذم. فإن كان الفقير شجاعاً قيل أهوج، وأن كان جواداً قيل متلاف، وان كان حليماً قيل ضعيف، وان كان صموتاً قيل عيي، وان كان لسناً قيل مهذار.
" 139 " قال ابن رعلاء الغساني: يُشانُ القليلُ الوفر في الناسِ بالذي يُزان به ذو المال وهو ذميمُ
فيُمدَحُ من قول وفعلٍ بكلِّ ما ... يُذمُّ به ذو الفقر وهو كريمُ
" 140 " قال ابن رعلاء الغساني ايضاً:
ليس من مات فاستراح بميت ... انما الميتُ ميتُ الأحياءِ
إنما الميتُ من يعيش شقياً ... كاسفاً بالهُ قليل الرَّجاءِ
من أناسٍ يمصصونَ شهاداً ... وأناسٍ حُلوقهُم في الماءِ
" 141 " قال المساور بن هند بن قيس بن زُهير العبسي:
لأكلي من فريسة ليث غابٍ ... مُساوره عليها في مُقامِ
أحَبُّ عليَّ خطباً حين أبلى ... وأهون من مُطالبة اللئام
" 142 " قال معبد بن حُمران التميمي ومات بكابُل هارباً من الحجاج وكان من كبار أصحاب ابن الأشعث:
وفارقتُ أحباباً وإخوان لذةٍ ... وشطتْ بي الدارُ التي كنتُ أنزلُ
أخا فاقةٍ تضطرُّ أن أسأل الورى ... فأين مُقامي أو إلى أين أرحلُ
فعيشي موتٌ والمماتُ فراحةٌ ... لمثلي في الترحالِ أو حيثُ ينزلُ
" 143 " قال عياض بن غنم التغلبي في عبد الملك بن مروان ينذره عداوة زُفر بن الحارث الكلابي:
يُكاشرُ بالصداقة وهو أعدى ... من الشيطان للرجُلِ التقيِّ
وذاك أضرُّ من مُبدٍ بغيظ ... عداوته من المخفي الوليِّ
وما أنت المعلمُ بل عليمٌ ... فدونك حزم ذي الرأي الأبي
" 144 " قال جرير:
كُن ذا وفاءٍ لمرءٍ قد شددت له ... حبلاً بعقد ومن عاهدت من أحد
ولا تثق بالعدى في مثلها أبداً ... في حيث خيمت في قربٍ وفي بُعُدِ
" 145 " قال ذو الرمة:
ذو العقل يُظهرُ وداً للعدو على ... نفع يُرجيه فعل الحازم الخَدعِ
وإن تخوف ضُراً منه نابذه ... من العداوة بالمستفظع البشعِ
" 146 " قال الأخطل:
عتبت عليه فنابذته ... على غير حقدٍ له كامن
فلم يخش غائلتي غائباً ... ولم أخشهُ ظنة الآمن