أولئك الذين عرفوا حقيقة الفلسفة:

شيخ الإسلام ابن تيمية: فلقد تصدى ابن تيمية للمتفلسفين الذين تكلموا في النبوة واعتقدوا أنها مكتسبة بالتعلم وخاضوا في مواضيع إلهية وتعبدية كثيرة، فخاض شيخ الإسلام معركة ضارية بما تعلمه من الكتاب والسنة، فرد عليهم وأدحض حججهم “وأن العدول عن منهج الأنبياء إلى منهج الفلاسفة عمل مخالف للفطرة ومناقض لمقتضيات المعرفة العقلية، والحقائق العلمية والفكرية والذوقية والنفسية. ثم إنهم (أي الفلاسفة) بمثل هذه الطرق الفاسدة يريدون خروج الناس عما فطروا عليه من المعارف اليقينية والبراهين العقلية، وما جاءت به من الأخبار الإلهية عن الله تعالى واليوم الآخر؛ وذلك أن طرق الفلاسفة تقضي في النهاية إلى التحلل من الالتزام الخلقي؛ لأنهم يذكرون أن العبادات هدفها إصلاح أخلاق النفس لتستعد للعلم الذي به يتحقق كمال النفس أو الإصلاح المدني والسياسي، فإذا ما تحقق ذلك فلا تكون ثمة حاجة إليها، وهذه النتيجة تعتبر مخالفة صريحة لمقتضيات الفطرة والعقل فضلاً عن الحقائق الدينية والشرعية 1.

يقول ابن تيمية “إن الفلاسفة والمتكلمين من أعظم بني آدم حشواً وقولاً للباطل، وتكذيباً للحق في مسائلهم ودلائلهم، لا يكاد ـ والله أعلم ـ تخلو لهم مسألة واحدة عن ذلك” 2.

ابن قيم الجوزية: لقد تصدى ابن قيم الجوزية للانحرافات الفلسفية التي منها: أن كل إنسان يمكن أن يصل إلى النبوة عن طريق الرياضة والمجاهدة، ومحاولتهم التوفيق بين الدين والفلسفة “فيرى ابن قيم الجوزية أن الفلاسفة مهما تعللوا بالألفاظ التي توهم خلاف ما يعتقدون فإن أمرهم مكشوف، وفي حقيقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015