آل بختيشوع، وآل حنين من نصارى الحيرة، وقسطا بن لوقا البعلبكي من نصارى الشام، وآل مسرجويه من اليهود 1. ويعتبر دخول الفلسفة للمسلمين في العصر العباسي الأول من 132ـ232هـ، حيث نقلت العلوم الأجنبية الشائعة إلى اللغة العربية 2، وقد اختاروا من كل أمة أحسن ما لديها، ولكنهم اختاروا مع ذلك من اليونان فلسفتهم.

أما الذين اشتغلوا بنقل العلم والفلسفة في العصر العباسي الأول كان معظمهم من أدباء أهل الكتاب من غير المسلمين، وكان أسبق المسلمين إلى هذا المجال يعقوب بن إسحاق الكندي، وفي العصر العباسي الثالث ظهر ابن سينا، وإخوان الصفا، وفي العصر العباسي الرابع ظهر ابن باجه وابن الطفيل وابن رشد وغيرهم من الفلاسفة 3. وفي ذلك العصر تحدد الاتجاه الفلسفي كوسيلة من وسائل الوصول إلى الحقيقة واليقين العقلي، وقد رأى فلاسفة هذا العصر أن الغاية من الدين والفلسفة متشابهة، كما رأى هؤلاء أن الشريعة قد دنست بالجهالات واختلطت بالضلالات ولا سبيل إلى غسلها وتطهيرها إلا بالفلسفة وذلك لأنها حاوية للحكمة الاعتقادية والمصلحة الاجتهادية 4.

فنتيجة الضلال الذي كانوا فيه يعمهون جعلت الفلسفة المنقح والمصحح للعقيدة وتبعاً لذلك تم الاعتماد على العقل دون النقل الثابت، فكانوا شيعاً وأحزاباً، قال تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} 5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015