عن الحكمة يكون أقرب إلى الفيلسوف منه إلى العالم القانع بمعرفته” 1.

إن الفرق متباين وواضح وجلي بين مدلول حب الحكمة في المفهوم الإسلامي والمفهوم الغربي كوضوح الشمس في كبد السماء، ومتباين كتباين الحق والباطل، فهي في الإسلام قول وعمل، قول الحق وفعل الصواب، وفي المذهب الغربي هي البحث وليس العلم ونتيجته، وسواء كان هذا البحث صادراً من عالم أو جاهل، وسواء كان موضوع البحث في الحق أو الباطل، وشتان ما بين نتائج بحث الجاهل والعالم. قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} 2.

فالجاهل “قد يمرض قلبه ويشتد مرضه ولا يعرف به صاحبه لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته، وعلاقة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح، ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده الباطلة، فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه، وتألم بجهله بالحق بحسب حياته”3.

ويقول فيليب ?. فينكس: إن الفلسفة عمل أي فرد وكل فرد وليست وقفاً على الأكاديمي أو العبقري، فمن حق كل فرد ومن واجبه أن يسأل أسئلة أساسية، وأن يوضح عن طريق المناقشة والتأمل والفروض التي يقوم عليها السلوك والاعتقاد4. وهي السير في الحكمة دون الحصول عليها بالفعل، وأنها تشتمل على أسئلة مفتوحة أكثر من اشتمالها على أجوبة منتهية مقفلة كقوانين العلم5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015