يقول: استوى الناس في النظر إليهن. فقال: يا أبا الهذيل، شعر وقع إلي لا ادري لمن هو، يقول فيه:
مَا مَرّ في صَحْنِ قصرِ أوْسٍ، ... إلاّ تَسَجّى لَهُ قَتِيلُ.
فإنْ يَقِفْ، فَالعُيونُ نُصْبٌ، ... وإن تَوَلّى، فهَنُ ّحُولُ.
ما سمعت في هذا المعنى بأجود منه. فقال له: أصلح الله الأمير، هذا الشعر لرجلٍ بالبصرة يكنى بأبي حيان الدارمي، عمارة بن حيان، فقال: يحمل إلينا، فورد الكتاب وقد مات.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن طاهر بقراءتي عليه قال: أخبرنا الأمير أبو الحسن بن محمد المكتفي بالله قال: حدثنا جحظة قال: حدثني ابن أخت الحاركي: أن خادماً ممن خدم أباه جاءه يخبره أن عند جاريةٍ في بعض قصوره رجلاً، فلبس حلةً وسار إلى إلى القصر، فألفى عندها غلاماً شاباً، له ذؤابتان، كأنه قضيب فضة، فسأله عن دخوله وكيف كان، وما شأنه. فقال: إن هذه الجارية كانت لوالدتي، وكان بيني وبينها ألفة، فلما بيعت لأمير المؤمنين، صرت إلى الباب متعرضاً لها، فأذنت في الدخول، فدخلت على أحد أمرين: إما أن أظفر بما أريد أو أقتل فأستريح.
فأمر المهدي بإحضار سياط، ونصبه بينها، ثم ضربه عشرين سوطاً، ورفع عنه الضرب وقال: ما أصنع بتعذيبك، ولست بتاركك حياً، ولا تاركها، يا غلام، سيف ونطع! فلما أتي بذلك، وأجلس الغلام في النطع قال: يا أمير المؤمنين! قبل أن ينزل بي القتل، وهو دون حقي، اسمع مني ما أقول! قال: هات، فأنشأ يقول: