وأنشد نفطويه لآخر:
اقرَأ السّلامَ على مَن كنتَ تألفُه، ... وقُل له: قد أذَقتَ القلبَ ما خَافَا.
فَما وجدتُ على إلفٍ فُجِعتُ بِهِ ... وجدي علَيكَ، وَقَد فارَقْتُ أُلاّفا.
أنبأنا القاضي الإمام أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا محمد بن عائشة قال: حدثني أبي قال: حدثني رجل من بني عامر بن لؤي ما رأيت بالحجاز أعلم منه: حدثني كثير أنه وقف على جماعة يفيضون فيه وفي جميل، وفي أيهما أصدق عشقاً، ولم يكونوا يعرفومه بوجهه، ففضلوا جميلاً في عشقه، فقلت لهم: ظلمتم كثيراً، كيف يكون جميل أصدق عشقاً من كثير، ولما أتاه عن بثينة بعض ما يكره قال:
رَمى الله في عينَي بُثَينَةَ بالقَذى، ... وفي الغُرّ من أنيابها بالقوادِحِ.
والقوادح ما بنقبها ويعيبها، وكثير أتاه عن عزة ما يكره فقال:
هَنيئاً مَرِيئاً غَيرَ داءٍ مخامِرٍ ... لعَزّةَ من أعرَاضِنا ما استَحلّتِ.
قال: فما انصرفوا إلا على تفضيلي.