ولي أشيَاءُ تُستَط ... رَفُ يَوْمَ العِرْسِ والدَّعوَه.
فَمِنها سِلْعَةٌ في الظَهْ ... رِ لا تسترُها الفَرْوَه.
وَأمّا السِّلعَةُ الأخرَى ... فلَوْ كانَتْ لهَا عُرْوَه.
لمَا شَكّ جَميعُ الناسِ في ... هَا أنّهَا رَكْوَه.
ثم قال: يا كهل أنشدني شعراً غزلاً! فقال لي يحيى: قد أنشدك الزاغ، فأنشده، فأنشدته:
أغَرّكَ أنْ أذنَبْتَ ثُمّ تَتابَعتْ ... ذنوبٌ، فلَم أهجُرْكَ، ثُمّ ذنوبُ.
وأكثرْتَ حتى قلتَ ليسَ بصارمي ... وقدْ يَصرِمُ الإنْسانُ وهوَ حبيبُ.
فصاح: زاغ زاغ زاغ، وطار، ثم سقط في القمطرة. فقلت ليحيى: أعز الله القاضي، وعاشق أيضاً! فضحك. قلت: أيها القاضي! ما هذا؟ قال: هو ما تراه، وجه به صاحب اليمن إلى أمير المؤمنين، وما رآه بعد، وكتب كتاباً لم أفضضه، وأظن أنه ذكر في الكتاب شأنه وحاله.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن طاهر الدقاق قال: أخبرنا الأمير أبو الحسن أحمد بن محمد بن المكتفي بالله قال: حدثنا جحظة قال: أخبرني بعض بني الرضا قال: قال علي بن محمد: دخلت على أحمد بن أبي دؤاد، وعن يمينه قمطر مجلد، فقال لي: اكشف وانظر العجب! فكشفت، فخرج علي رجل طوله شبر، من وسطه إلى أعلاه رجل، ومن وسطه إلى أسفل صورة الزاغ ذنباً ورجلاً، فقال لي: من أنت؟ فانتسبت له، فسألته عن اسمه فقال:
أنا الزّاغُ أبو عَجوَه ... حليفُ الخمرِ والقَهوَه.