أخبرنا أبو علي زيد بن أبي حيويه القاضي بمدينة تنيس في سنة خمس وخمسين وأربعمائة قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن نصر قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي بتنيس قال: حدثنا أحمد بن شيبان الموصلي قال: حدثنا مؤمل عن حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن أيوب: أن رجلاً خرج غازياً، فخرج من جيرانه فأبصر في بيته ذات ليلة مصباحاً، فقام قريباً من منزله، فسمع:
وَأشعَثَ غَرَّهُ الإسلامُ مني ... خلَوْتُ بعِرْسهِ ليلَ التَّمام.
أبِيتُ على ترَائبِها وَيُضْحي ... على جَرْداءَ لاحقةِ الحِزَامِ.
كأنّ مَوَاضعَ الرَّبَلاتِ منهَا ... فِئَامٌ يَنتَمِينَ إلى فِئَامِ.
قال: فدخل عليه فقتله، ثم رمى به، فلما أصبح أخبر عمر به فقام يخطب الناس فقال: أنشد الله رجلاً، وأعزم على من علم من هذا الرجل علماً إلا أخبرنا به. فقام الرجل فأخبره بما رأى وبما سمع، فقال عمر: اقتل! قال: فعلت يا أمير المؤمنين.