أخبرنا أبو طاهر أحمد بن علي السواق قال: حدثنا ابن فارس قال: حدثنا الزبيبي قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثني أحمد بن زهير قال: قال غيلان: حدثنا أبو عوانة عن إسماعيل بن سالم عن أبي إدريس الأودي قال: كان رجلان في بني إسرائيل عابدان وكانت جارية يقال لها سوسن، عابدةٌ، وكانوا يأتون بستاناً فيتقربون فيه بقربان لهم، فهوي العابدان سوسن فكتم كل واحد منهما عن صاحبه، واختبأ كل واحد منهما خلف شجرة ينظران إليها، فبصر كل واحد منهما بصاحبه، فقال كل واحد منهما لصاحبه: ما يقيمك ههنا؟ فأفشى كل واحد منهما إلى صاحبه حب سوسن، فاتفقا على أن يراوداها عن نفسها، فلما جاءت لتقرب قالا لها: قد عرفت طواعية بني إسرائيل بني إسرائيل لنا، فإن لم تؤاتينا قلنا، أصبحنا: إنا أصبنا معك رجلاً، وإن الرجل فاتنا، وإنا أخذناك، فقالت لهما: ما كنت لأطيعكما، فأخذاها، وأخرجاها، وقالا: أخذنا سوسن مع رجل، وإن الرجل سبقنا وذهب، فأقاموا سوسن على المصطبة، فكانوا يقيمون المذنب ثلاثة أيام، فتنزل نار من السماء، فتأخذه، فأقاموا سوسن، فلما كان اليوم الثالث جاء دانيال، وهو ابن ثلاث عشرة سنةً، فوضعوا له كرسياً، فجلس عليه، وقال: قدموهما إلي! فجاءا كالمستهزئين، فقال: فرقوا بين الشاهدين! قال لأحدهما: خلف أي شجرة رأيتها؟ فقال: وراء تفاحة، وقال للآخر: خلف أي شجرة رأيتها؟ فاختلفا، فنزلت نار من السماء، فأحرقتهما، وأفلتت سوسن.
قال أبو بكر: وفي خبر آخر أنها وقفت لترجم فنزل الوحي على دانيال وهو ابن سبع سنين.