بعد فلعمري، يا أمير المؤمنين، لئن سيرتني أو حرمتني وما نلت مني عليك بحرام، وكتب بهذه الأبيات:
أَإنْ غَنّتِ الذّلفَاءُ يَوْماً بمُنيَةٍ، ... وَبَعضُ أمَانيِّ النّسَاءِ غَرَامُ
ظَنَنتَ بيَ الظّنَّ الذِي لَيسَ بَعدَهُ ... بَقَاءٌ، فَمَا لي في النّديّ كَلامُ
وَيَمنَعُني مِمّا تَظُنّ تَكَرُّمي، ... وَآبَاءُ صِدْقٍ سَالِفُونَ كِرَامُ
وَيَمنَعُها مِمّا تَظُنّ صَلاتُهَا، ... وَحَالٌ لهَا في قَوْمِهَا وَصِيَامُ
فهَذانِ حَالانَا! فَهَلْ أنتَ رَاجعي، ... فَقَدْ جُبّ مَني كَاهِلٌ وَسَنامُ
فقال عمر، لما قرأ الكتاب: أما ولي سلطان فلا، فما رجع إلى المدينة إلا بعد وفاة عمر، وله خبر طويل ليس هذا موضعه، ويقال إن هذه المتمنية أم الحجاج.
وبإسناده، حدثنا محمد بن خلف، أخبرني بعض أهل الأدب عن عثمان بن عمر، حدثني عبد الله بن صالح، حدثني بلال بن مرة قال: بلغني أن أعرابياً خلا بجارية من قومه، فراودها عن نفسها، فقالت: ويحك! والله إن كان ما تدعوني إليه حلالاً، لقد كان قبيحاً. قال: وكيف ذاك؟ قالت: والشاهد الله. قال: فلم يعاودها.
ولي من نسيب قصيدة من أولها:
يا لَيلَةً لا أزَالُ أذكُرُها، ... مَا نُسِيَتْ لَيلَةٌ، وَأشكُرُها