عَلِمَ اللهُ أنّني مَظلُومُ، ... وَحَبِيبي بِمَا أقُولُ عَلِيمُ
لَيسَ لي في الفؤادِ حظّ فأشكو، ... غَلَبَتني على الفؤادِ الهُمومُ
حدثنا أبو طاهر أحمد بن علي السواق، أنبأنا محمد بن أحمد بن فارس، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الزبيبي، حدثنا محمد بن خلف أنشدت لبعضهم:
مَا إنْ دَعَاني الهَوَى لفاحِشةٍ ... إلاّ عَصَاهُ الحَيَاءُ وَالكَرَمُ
فَلا إلى مَحرَمٍ مَدَدتُ يدي، ... وَلا سَعَتْ بي لرِيبَةٍ قَدَمُ
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي المقنعي، حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، حدثنا محمد بن خلف، حدثني محمد بن العباس المكتب، حدثني عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن عمه قال: رأيت أعرابية ذات جمال فائق بمنى، وهي تتصدق، فقلت لها: يا أمة الله تتصدقين، ولك هذا الجمال؟ فقالت: قدر الله فما أصنع؟ قلت: فمن أين معاشكم؟ قالت: هذا الحاج نتقممهم، ونغسل ثيابهم. قلت: فإذا ذهب الحاج، فمن أين؟ فنظرت إلي، وقالت لي: يا صلت الجبين! لو كنا إنما نعيش من حيث تعلم لما عشنا.
فوقعت بقلبي. فقلت لها: هل لك زوج يعفك ويغنيك الله بسعيه وكده؟ قالت: هيهات، ما أنا إذاً من العرب، ولم أف له! فعلمت أن زوجها توفي وآلت أن لا تتزوج بعده، فتركتها.