أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس بن حيويه، حدثنا محمد بن خلف قال: أنشدني أبو بكر العامري، أنشدني غيث الباهلي، أنشدتني قريبة أم البهلول لبيهس بن مكنف بن أعيا بن ظريف:
ألَمْ تَرَ ظَمياءَ الشِّباكِ تبدّلتْ ... بَديلاً وَحلّتْ حبلَها من حِبالِيَا؟
أرَى الإلفَ يَسلُو للتّنائي وَللغِنى، ... وَلليأسِ، إلاّ أنّني لَستُ سَالِيَا
بنَفسِي وَمَالي قَاسياً لَوْ وَجَدتُهُ ... عَلى النّحرِ فاستَسْقَيتُهُ ما سَقانيَا
وَمَن لَوْ رَأى الأعداءَ يَنتضِلونَني ... لَهُمْ غَرَضاً، يَرْمونَني لرَمانِيَا
وَمَن لوْ أرَاهُ عَانِياً لَكَفَيتُهُ، ... وَمَن لوْ رآني عانِياً مَا كَفَانِيَا
وَمن قد عصَيتُ الناسَ فيه جماعةً، ... وَصرّمتُ خُلاّناً لَهُ، وَجَفَانِيَا
وبإسناده أخبرنا محمد بن خلف قال: أنشدت للحكم بن قنبر:
وَقائِلَةٍ صِلْ غَيرَها قَد تَبَدّلَتْ، ... فإنّ ظِرَافَ الغَانِيَاتِ كَثيرُ
فقُلتُ لهَا قَلبي يَقولُ: وَهَلْ لهَا، ... وَإنْ صَرَمتني، في الظّرَافِ نَظِيرُ؟
فكُفّي، فإنّي في اطّلابي لِوَصْلِهَا، ... بأرْبَعِ غَايَاتِ الوِصَالِ نَضِيرُ