أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا أحمد بن علي المروزي الجوهري إملاء من حفظه، أخبرني أبو العباس أحمد النيسابوري: أن هارون الرشيد كتب هذه الأبيات إلى جارية له كان يحبها، وكانت تبغضه:
إنّ التي عَذّبَتْ نَفسِي بمَا قَدَرَتْ ... كلّ العَذابِ، فَما أبقَتْ وَلا تَرَكَتْ
مازَحتُها فَبَكَتْ، وَاستَعبَرَتْ جَزَعاً ... عَنّي، فَلَمّا رَأتْني باكِياً ضَحِكَتْ
فعُدتُ أضْحَكُ مَسرُوراً بضَحكَتها، ... حَتى إذا ما رَأتْني ضَاحِكاً، فَبَكَتْ
تَبغي خِلافي كَمَا خَبّتْ برَاكِبِها، ... يَوْماً، قَلُوصٌ، فَلَمّا حَثّها بَرَكَتْ
ووجدت له في هذه القطعة بيتاً أول وبيتاً أخيراً، فأما الأول فهو:
أَليسَ من عَجَبٍ بَل زَادَني عَجَباً ... مَملوكةٌ مَلَكَتْ من بعد ما مُلِكَتْ
وأما البيت الأخير فهو:
كَأنّها دُرّةٌ قَد كُنتُ أذخَرُهَا، ... لِيَوْمٍ عُسرٍ، فَلَمّا رُمتُها هَلَكتْ
وأخبرنا محمد بن الحسين، حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا محمد بن مخلد بن حفص العطار، حدثنا إبراهيم بن راشد بن سليمان الآدمي، حدثنا عبد الله بن عثمان الثقفي، حدثنا المفضل بن فضالة مولى عمر بن الخطاب عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني قال: كان في الجاهلية أخوان من حي يدعون بني كنّه، أحدهما متزوج، والآخر عزب، فقضي أن المتزوج خرج في بعض ما يخرج الناس فيه، وبقي الآخر مع امرأة أخيه، فخرجت، ذات يوم، حاسرةً، فرآها أحسن