أجز، فقال:
قَدْ كُنتُ أقلَى الشمسَ في ما مَضَى، ... فَصرْتُ أشْتاقُ إلى الشّمسِ
وفطن المعتصم، فعض شفته على أحمد. فقال أحمد للمأمون: والله، لئن يعلم أمير المؤمنين لأقعن معه في ما أكره. فدعاه، فأخبره الخبر، وأنشده الشعر، فضحك المعتصم، وقال: كثر الله في غلمان أمير المؤمنين مثله.
وأخبرنا أحمد بن علي الوكيل، حدثنا المرزباني الصولي، حدثنا عون بن محمد الكندي، سمعت موسى بن عيسى يقول: سمعت أحمد بن يوسف يقول: كان المأمون يحب أن يعشق ويعمل أشعاراً في العشق، فلم يكن يقع له العشق، ولا يستمر له ما يريد. وكانت عنده جاريةٌ اشتريتها له، وكانت تسميني أبي، وكان يباثّني حديثها وأمرها. وربما شكاها إلي، فقال: فعلت بنتك كذا وكذا. وله أشعار فيها:
أوّلُ الحُبّ مزَاحٌ وَوَلَعْ، ... ثمّ يَزْدَادُ إذا زَادَ الطّمعْ
كلُّ مَن يهوَى، وَإن غالَتْ بهِ ... رُتبَةُ المُلكِ، لمَنْ يَهوَى تَبَعْ
فَلِذا هَمٌّ وَغَدْرٌ وَنَوَى؛ ... وَلِذا شَوْقٌ وَوَجْدٌ وَجَزَعْ